باب ظلم الأجير
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «قال الله تعالى: ثلاثَةٌ أنا
خَصْمُهُم يَومَ القِيَامَةِ، ومن كنتُ خصمُه خَصَمْتُه: رَجُلٌ أَعطى بي ثُمَّ
غَدَرَ، ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأَكَلَ ثَمَنَه، ورَجُلٌ استَأجَرَ أجيرًا
فاستَوْفَى مِنهُ ولَم يُؤتِهِ أجْرَهُ» رواه البخاري ([1]).
****
ظلم الأجير يكون
بمنعه أجرته، وهو كبيرة من كبائر الذنوب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَعْطِ
الأجيرَ أَجرَهُ قَبلَ أن يَجِفَّ عَرَقُه»([2])، لأنَّه أدى لك
العمل فاستحق الأجرة، فإن لم تعطه فقد ظلمته. قد يتساهل كثير من الناس في أجور
العمال وهم فقراء محتاجون، فيستغل ضعفهم وحاجتهم، فيطردهم ولا يعطيهم أجرهم، وقد
قال الله تعالى في هذا الحديث القدسي: «ثَلاَثةٌ أنا خَصْمُهم يوم القيامة»
هذا الحديث فيه أنَّ الله قال، وهذا إثبات صفة الكلام لله سبحانه وتعالى.
فقوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله قال: ثَلاثةٌ أنا خصمهم» أي: أخاصمهم، فمَن أكل حقهم واستضعفهم في الدنيا، فإنَّ الله يكون خصمه يوم القيامة، ومن كان الله خصمه خَصَمَه، وأول الثلاثة: «رجل أعطى بي ثم غدر»، بمعنى أنه خان العهد، والله يقول: ﴿وَأَوۡفُواْ بِٱلۡعَهۡدِۖ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسُۡٔولٗا﴾ [الإسرَاء: 34]، فالواجب الوفاء بالعهد الذي يكون بين الراعي والرعية وبين الناس بعضهم مع بعض، فالواجب الوفاء بالعهود، فمن خان العهد كان الله تعالى خصمـه يوم القيامة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2270) دون قوله: ومن كنت خصمه خصمته.
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد