×
شرح كتاب الكبائر

باب ما جاء في أخوة الإسلام وحق المسلم على المسلم

وقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ [الحُجرَات: 10].

وقوله تعالى: ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ الآية [المَائدة: 54].

****

هذا من حقوق الأخوة في الإسلام، وهو يتضمن مسألتين: الأولى: الأُخوة في الإسلام، والثانية: حق المسلم على المسلم. أمَّا الأخوة في الإسلام، فإنَّ الله تعالى جعل المؤمنين إخوة لا في النسب، وإنما في الإسلام، فالإسلام يجمع بين العربي والعجمي، والذكر والأنثى، والعبد والحُرِّ، والغني والفقير، وهذا شيء واجب ودائم، فالمؤمن أخو المؤمن من أول الخلق إلى آخرهم قال تعالى:﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ[الحَشر: 10]، فالمؤمنون إخوة في الماضي والحاضر والمستقبل، لا تنفصل هذه الأخوة حتى في الجنة:  ﴿إِخۡوَٰنًا عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ[الحِجر: 47]، قال الله تعالى: ﴿وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا[آل عِمرَان: 103]، ولقد كان العرب قبل الإسلام عبارة عن قبائل متفرقة تغزو بعضها بعضًا ليس بينها إلاّ العداوة والتناحر، ثم لما جاء الإسلام أصبحوا متوحدين بالإيمان، فكانوا من قبلُ أعداء فانقلبت هذه العداوة إلى أخوة والذي قلبها إنما هو الإيمان، لذلك أمرهم الله


الشرح