باب المحاباة في الولاية
أخرج أحمد والحاكم ([1]) وصححه عن يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه، أن
أبا بكر رضي الله عنه قال له: يا يزيدُ، إنَّ لك قَرابةً فهل عَسَيتَ أن
تُؤثِرَهُم بالإمارَةِ، وذلكَ أكثَرُ ما أخَافُ عَلَيْكَ، بعد ما قال رسولُ الله
صلى الله عليه وسلم: «مَن وَلِيَ مِن أمرِ المُسلمين شَيئًا فأَمَّرَ أحَدًا
مُحَاباةً، فعليه لَعنَةُ الله والملائكةِ والناس أجمعينَ، لا يَقْبَلُ اللهُ
مِنهُ صَرْفًا ولا عَدْلاً حتَّى يُدخِلَهُ جَهَنَّمَ».
وللحاكم ([2]) وصحَّحه عن ابن عباس مرفوعًا: «مَنِ استَعمَلَ
رَجُلاً علَى عِصَابةٍ، وفيهم مَن هو أرضَى لله مِنه، فَقَد خَانَ الله ورَسولَه
والمؤمنينَ».
****
مما يجب على ولي الأمر أيضًا أن يُعيِّن على الأعمال من هو أهلٌ لها، من الذين يقومون بها وبأعبائها على الوجه المطلوب، فلا يحابي بها صديقًا أو قريبًا، فالولاية أمانة، كما قال الله عز وجل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا﴾ [النِّسَاء: 58]، أي: أن تُسندوا الأمور إلى من يقوم بها على الوجه المطلوب، فالوظائف التي تحت نظر ولي الأمر أمانات، يجب عليه أن يضع على كل ولاية فيمن يصلح لها، ولا يحابي بذلك أحدًا، لأنَّ ذلك يُفسد أحوال الرعيّة، وهذا كله من النصح للرعية.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (21) والحاكم رقم (7024).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد