×
شرح كتاب الكبائر

وقوله في الحديث الذي أخرجه أحمد عن يزيد بن أبي سفيان أن أبا بكر رضي الله عنه قال له: «يا يزيد إن لك قرابة فهل عَسيت أن تؤثرهم بالإمارة» أبو بكر الصديق رضي الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيره وصاحبه، فها هو يوصي يزيد بن أبي سفيان أخا معاوية وقد ولاّه على الشام، واستمر واليًا عليها إلى أن توفي، فتولَّى بعد ذلك معاوية، وكان يزيد رجلاً فاضلاً عادلاً، ساس الولاية سياسة حسنة، فأبو بكر رضي الله عنه حذّره من أن يولي قرابته محاباة لهم، وأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذَّر من ذلك، وأخبر أن الله لا يقبل منهم صرفًا: يعني: الفريضة، ولا عدلاً: وهي النافلة، وأنَّ عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وأنَّ الله سيُدخله جهنم، فهذه أنواع من الوعيد تجعل وَليّ الأمر يتقي الله ويحذر من تولية القرابة محاباة لهم. وترك الأكفياء.

وقوله في حديث ابن عباس: «مَنْ استَعمَلَ رَجُلاً على عِصابَةٍ» هذا تحذير لمن وَلَّى رجلاً على جماعة من الناس ولو كانت ولاية صغيرة وفيهم من هو أصلح منه للولاية، فقد خان الله ورسوله، فالواجب على وليِّ الأمرِ أن يولِّي الأصلح للمناصب مهما أمكن ذلك، أي: الأمثل فالأمثل في كل زمان بحسبه.

*****


الشرح