×
شرح كتاب الكبائر

باب الجهالة

وقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبٞ لَّا يَفۡقَهُونَ بِهَا الآية [الأعرَاف: 179].

وعن ابن عباس ومعاوية وغيرهما رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يُرِدِ الله به خيرًا يُفقِّهْهُ في الدِّين» ([1]).

وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه: «أنَّ المُرْتابَ هو الَّذي يقول إذا سَأَله المَلَكانِ: ها هاه، لا أدري سمعتُ الناس يقولون شيئًا فقُلته» ([2]).

****

 قوله: «باب الجهالة»  الجهالة من الجهل: وهو ضد العلم، فلا يجوز للإنسان أن يبقى جاهلاً في أمور الدين، بل يجب عليه تعلّم ما لا يستقيم دينه إلاّ به، لأنَّ ترك هذا التعلم يُعدّ كبيرة من الكبائر، لأنَّ هذا فيه حرمانٌ للفرد من العلم، والله وصف المنافقين بأنهم لا يفقهون فقال: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ [المنَافِقون: 7]، وذلك لأنهم لا يهتمون بطلب العلم وسماع الخير المفيد من القرآن والسنة، ولذلك فهم يبقون على جهالتهم وعلى ضلالهم، نسأل الله العافية، وقد يصل الإعراض عن التعلم إلى حدّ الكفر، كما قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَمَّآ أُنذِرُواْ مُعۡرِضُونَ[الأحقاف: 3]، أو يصل إلى حد النفاق، وقد كان المنافقون يحضرون مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم ويستمعون له في خطبة الجمعة، ولكنهم


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (71)، ومسلم رقم (1037).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (86) ومسلم رقم (905).