باب ما جاء في قذف المحصنات
وقول الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ٱلۡغَٰفِلَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ﴾ الآية [النُّور: 23].
ولهما ([1]) عن أبي هريرة مرفوعًا: «اجْتَنِبوا السّبْعِ الموبِقاتِ» قالوا: ومَا
هُنَّ يا رَسولَ الله؟ قال: «الشِّرْكُ بالله، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ
الَّتي حَرَّم الله إلاّ بالحَقِّ، وأكْلُ الرِّبا، وأكْلُ مالِ اليَتيمِ،
والتَّولِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ الغافِلاَتِ المؤمنات».
****
من الكبائر قذف المحصنات، فقوله في الحديث: «اجتنبوا السبع الموبقات» أي: الكبائر المهلكات، وعدّ منها قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ٱلۡغَٰفِلَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ٢٣ يَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾[النُّور: 23-24]، والقذف في اللغة معناه: الرمي، ومنه القذيفة: أي: الرمية، والمراد به هنا: رمي المحصنات بالزنى، والمحصنات: هن العفيفات، فهذا من أكبر الكبائر، والواجب على المسلم أن يحفظ لسانه عن مثل هذه الجريمة، فإن اللسان له آفات مهلكة، فإذا لم يحفظ الإنسان لسانه أهلكه، فما من شيء أحق بطول حبس منه، وليس القذف مقتصرًا على النساء، بل ويكون في الرجال، فلا يجوز رمي الأبرياء في أعراضهم، سواء كانوا رجالاً أو نساءً، فيقال: إنهم يفعلون الفواحش كالزنى واللواط، هذا هو معنى القذف، والعياذ بالله.
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد