باب بُغْض الصالحين
وقول الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ
لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ الآية [الحَشر: 10].
عن أبي هريرة رضي الله عنه تعالى مرفوعًا: يقول الله تعالى: «مَنْ عادَى لي
وليًّا فقد بارَزَني بالحَرْب» ([1]) معناه: إذا خرج رجلان من الصَّفينِ للقتال، وهاهنا من عادى وليَّ الله فهو
مبارزٌ الله بالحرب.
عن أبي هريرة مرفوعًا: «لا يُبْغِضُ الأنْصَارَ رَجُلٌ يُؤمِنُ بالله
واليَومِ الآخِرِ» ([2]).
****
قوله: «باب بُغض الصالحين» بغض الصالحين ومحبتهم يدخل في باب الولاء والبراء، فالواجب على المسلم محبة الصالحين ومولاتهم، وبغض أعداء الله والبراءة منهم، فالمؤمنون متحابون، قال صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا»([3])، وقال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ ٥٥ وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ﴾[المَائدة: 55-56]، ثم قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمۡ هُزُوٗا وَلَعِبٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَٱلۡكُفَّارَ أَوۡلِيَآءَۚ﴾ [المَائدة: 57]، فالبراءة إذًا تكون من الكفر وأهلـه، والولاء يكون لله ورسوله وللمؤمنين، فالمؤمن يحب أهل الإيمان، ويبغض أهل الكفر والنفاق، ومن أبغض المؤمنين فهو منافق، والعياذ بالله.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6502) بلفظ «فَقَدْ آذَنْته بالحرب».
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد