باب الهلع والجبن
وقول الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا﴾[المعَارج: 19] إلى قوله: ﴿إِلَّا
ٱلۡمُصَلِّينَ﴾[المعَارج: 22].
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «شَرُّ ما
في الرجل شُحٌّ هالِعٌ، وجُبْنٌ خالِعٌ» رواه أبو داود بسند جيد ([1]). [ 105 ]
****
ذكر الله تعالى الهَلَع في هذه الآية: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ
هَلُوعًا﴾، أي: جَزوعًا لا يصبر على ما ينزل به من بلاء، والمراد: جنس الإنسان وليس
كلُّ إنسان خلقه الله سبحانه وتعالى هلوعًا، ومَنْ هو الهلوع؟
الهلوع: هو الذي ﴿إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ
جَزُوعٗا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا﴾، فإذا أصابه شرٌّ
جزع ولم يصبر، ولم يؤمن بالقضاء والقدر، وإذا أصابته النعمة والخير والسعة
والسعادة، منع الخير والصدقة والنفقة في سبيل الله، وهاتان خصلتان مبغوضتان في
الإنسان:
الأولى: أنه إذا أصابه
الضر فزع وانخلع قلبه من شدة الفزع، وما علم أن ذلك بسبب ذنوبه، قال تعالى: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ﴾ [الشّورى: 30]، فالواجب على المسلم
في مثل هذه الحالة أن يحاسب نفسه ويتوب إلى الله تعالى، ويحتسب المصيبة عنده عز
وجل.
والخصلة الثانية: أنَّه إذا حصلت له نعمة من الله بخل بها على غيره ومنع حق الله فيها، في حين أنَّه ينبغي له إن أحدَثَ الله له نعمة أن يشكره عز وجل، ويعطي المحتاجين مما أعطاه الله، لأجل أن يبارك له في
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد