ماله في الدنيا وفي
الآخرة، فهو مُثاب على ذلك، وله الأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى، فكما
يستثمر الإنسان ماله في الدنيا وينميه في العقارات وغيرها، فلماذا لا يستثمره في
الآخرة بالقصور والبساتين والمساكن في الجنة التي هي خير وأبقى مما في الدنيا؟
وليس المطلوب من المسلم أن ينفق ماله كله، وإنما عليه أن يتصدَّق ويخرج منه في
سبيل الله، فلا يجعل ماله كله للدنيا، ولكن عليه أن يجعل جزءًا منه للآخرة، فإن
المانع من الإنفاق والجود خوف الفقر، هو جهلٌ بالله وعدم وثوق بوعده، وفي المقابل
فمَن تحقق أنه هو الرزاق وهو المعطي لَم يثق بغيره.
ثم قال تعالى: ﴿إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ﴾، فاستثنى المصلين
من هاتين الصفتين، فالمصلِّي الذي يحافظ على صلاته يسلم من هاتين الخصلتين
المذمومتين، لأنَّ الصلاة كما قال تعالى: ﴿تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾ [العَنكبوت: 45]، وكذلك فإن الصلاة
تعين على تحمّل المصاعب والمشاقّ، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ
وَٱلصَّلَوٰةِۚ﴾ [البَقَرَة: 153]، فالصلاة هي خير عمل الإنسان، فلذلك استثنى الله المصلين
من الجزع عند المصيبة والمكروه، ومن المنع عند حصول النعمة، فإنهم إذا أصابتهم
ضرّاء صبروا، وإن أصابتهم سرّاء شكروا الله عز وجل لأنَّ الصلاة تأمر بذلك وتعين
عليه، وهذا من الفوائد العظيمة في الصلاة.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «شَرُّ ما في الرجل شح هالع، وجُبْن خالع» الشُّح: هو البخل الذي يحمل الإنسان على منع
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد