باب ذكر تمني المعصية والحرص عليها
في «الصحيحين» ([1]) عن أبي بكرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا
التقى المُسلِمانِ بِسَيفَيهِما فالقاتِلُ والمَقْتُولُ في النَّارِ» قالوا: يا
رسول الله، هذا القَاتِلُ، فَمَا بالُ المَقْتُول؟ قال: «إنَّه كانَ حَرِيصًا على
قَتْلِ صَاحِبِه».
****
الشاهد من حديث أبي بكرة على العنوان أنه أي:
المقتول كان حريصًا على قتل صاحبه، جازمًا بذلك مُصمِّمًا عليه حال المُقاتلة فلم
يقدر على تنفيذه كما قَدَر صاحبُه القاتل، فكان مثله، حريصًا على المعصية، لكنه لم
يتمكن من القيام بها، وقُتل وهو على هذه النية، وهي تمني المعصية والحرص عليها،
فعذبه الله بنيته، والعياذ بالله.
قوله: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما» نهى الله عز وجل عن قتل المسلم لأخيه المسلم، ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك فقال: «سِبابُ المسلم فسوق، وقتاله كفر»([2]) وقال: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض»([3]). والمراد بالكفر هنا: الكفر الأصغر الذي لا يخرج من الملّة، فلا يجوز للمسلمين أن يتقاتلا لأنهما أخوان في الإسلام، فإذا حدثت فتنة بين المسلمين، فالواجب السعي لإصلاح ذات البين، وإخماد نار الفتنة، وإذا اقتضى الأمر أن نُقاتَل الفئة التي لا تقبل الحق قاتلناها كفًّا لشرَّها، قال تعالى: ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (31)، ومسلم رقم (2888).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد