×
شرح كتاب الكبائر

باب ما جاء في غش الرعية

عن مَعقِل بن يَسارٍ رضي الله عنه مرفوعًا: «ما مِن عَبدٍ يَستَرعيهِ اللهُ رَعِيّةً، يموتُ يَوْمَ يَمُوتُ وهو غاشٌّ لِرَعِيَّتِه، إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عليه الجَنّةَ» ([1]).

وفي روايةٍ: «فلم يُحِطْها بنَصِيحَتِه إلاَّ لم يَجدْ رائحةَ الجنَّةِ» أخرجاه ([2]).

****

 قوله: «باب ما جاء في غش الرعية»، أي: غش الوالي لرعيته، أي: والٍ ولاية عامةً أو خاصةً، والغش: ضد النصح، وقد جاء الوعيد الشديد للوالي إذا غَشَّ رعيته، فلم يقم بما وجب لها من الرعاية، مما يدلُّ على أنَّ ذلك من كبائر الذنوب، فإنَّ الواجب على الوالي أن يهتم برعيته، كما يجب على الرعية أن تنصحَ للوالي، وتكون النصيحة متبادلة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدينُ النَّصيحةُ» قلنا: لمن؟ قال: «لله ولِكِتابِه ولِرَسوله ولأَئمَّةِ المُسلمين وعامَّتِهم»([3])، فإذا تناصح كلٌّ من الوالي والرعية كان الصّلاح واستقامت الأمور وعمّ الأمن، أما إذا حصل الغش من الوالي، وحصل الفساد في الرعية، واضطربت أحوالها، حصل من الأضرار الشيء الكثير بسبب إهمال الوالي واستوجب الوعيد الشديد.

وقوله في الحديث: «مَا مِن عَبدٍ يَستَرعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته إلاّ حرَّم الله عليه الجنَّة» هذا فيه أنَّ الله هو الذي


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7151)، ومسلم رقم (142).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (7150).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (55).