باب العداوة والبغضاء
****
العداوة والبغضاء للمسلمين من كبائر الذنوب،
ولكن قد يجد المرء في نفسه عداوة وبغضاء لبعض الناس، فإذا كانت العداوة والبغضاء
لأهل الإيمان، فهذا من كبائر الذنوب، وأما إذا كانت لأهل الكفر والنفاق، كان هذا
من الإيمان بالله تعالى، وهو مطلوب كما قال تعالى:﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ [المجَادلة: 22]، وقد جاء في الحديث:
« أَوثَقُ عُرى
الإيمانِ الحُبُّ في الله، والبُغْضُ في الله » ([1])، وقال ابن عباس:
مَنْ أحبَّ في الله، وأبْغَضَ في الله، وَوَالى في الله، وعَادَى في الله، فإنّما
تُنَالُ وِلاَيةُ الله بِذلِكَ([2])، فلا بد من الحب
والبغض، ولكن ليس كل الناس يحبهم الإنسان، ولا كلهم يبغضهم، فإن كان حبه وبغضه في
الله، فهو من كمال الإيمان، أما إذا كان حبه وبغضه لغير الله ولأجل الهوى فهو على
العكس من ذلك، فباب الولاء والبراء أصل من أصول العقيدة، فلابدَّ من موالاة أولياء
الله، ومن معاداة أعداء الله، والتفريق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ولهذا
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله:
أتُحِبُّ أعداءَ
الحبيب وتدَّعي *** حبًّا له ما ذاك في إمكانِ
وكذا تُوالي جاهدًا
أعداءَهُ *** أين المحبةُ يا أخا الشيطانِ
هناك من الملاحدة والكفار والمنافقين من يقول: لا تبغضوا أحدًا مهما كان معتقده ودينه، لأنَّ هذا من التطرف، نقول: لا، بل هو من
([1])أخرجه: أحمد رقم (18524)، والطيالسي في «مسنده» رقم (747).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد