وقوله تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ﴾ [النِّسَاء: 59].
****
أصول الإيمان، فنحن
نحب أولياء الله، ونعادي أعداء الله، وليس هذا من التطرف، نعم نُبغض الكفار،
ولكننا لا نعتدي عليهم بغير الحق. خاصة إذا كانوا معاهدين، أو كانوا أهل ذمة أو
مستأمنين، كذلك فإنَّ من أحسن منهم إلى المسلمين فإننا نحسن إليه مكافأة له، وليس
ذلك من المحبة، وإنما هو من باب ردّ الجميل، فلا بأس، وأن نشتري منهم ونتعامل معهم،
فهذا من باب التبادل بالمنافع، وليس من الولاء والبراء، فلا يلتبس هذا بهذا، فهناك
فرق بين الولاء والبراء، وبين المعاملة مع الكفار والوفاء لهم بالعهد، فبغضهم في
الله لا يُعد إرهابًا ولا غُلُوًّا بل هو عقيدةٌ، وأما التعاقد معهم في الأمور
الشرعية التي أباحها الله تعالى فهو مباح، أمّا الاعتداء عليهم بغير حـق فهو
إرهاب، قال تعالى:﴿وَلَا
يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنََٔانُ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ﴾ [المَائدة: 8] والإرهاب: هو أن
تقتل من لا يجوز قتله من المؤمنين أو المعاهدين، وهناك من يقول: لا تبغضوا أحدًا
لأنَّ الله تعالى أمرنا بالمحبة وحسن المعاملة، فهؤلاء يخلطون بين المحبة في
القلوب والمعاملة الدنيوية، وهناك من يقول: لا تتعاملوا معهم أبدًا لأن الله ينهاكم
عن موالاتهم، فأدخلوا في الموالاة ما ليس منها، والطرف الآخر أدخلوا في المحبَّة
ما ليس منها، فهما على طرفي نقيض، فلا بد من معرفة اللَّبْس الذي حصل في هذه
المسألة.
في هذه الآية الكريمة بيان أنه إذا حدث بين المسلمين أيُّ خلاف، سواء كان خلافًا عَقَديًّا، أو في المعاملات، أو في أمور
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد