وقال الله تعالى: ﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ﴾[المُمتَحنَة: 4] الآية.
****
حياتهم، فلابُدَّ من
أن يُرجع ويُحتَكم فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك في
الحب والبغض، وفي الموالاة والمعاداة إنما يُرجع في ذلك كلِّه إلى الله والرسول
صلى الله عليه وسلم. فمنهم من يقول: أحبوا الناس جميعًا، فكل بني آدم إخوان في
الإنسانية، ولا داعي للكراهية وزرعها في النفوس، ومنهم من يقول: قاطعوهم ولا
تتعاملوا معهم أبدًا، فالفيصل في ذلك ليس الهوى، وإنما الكتاب والسنة، فإن الله عز
وجل قد فصَّلَ في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم هذه المسألة تفصيلاً
واضحًا لا لَبْس فيه، إلاّ على الجهال أو أهل الأهواء الذين لا يريدون الحق.
هذه الآية تتحدث عن
أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام خليل الله، فإنه أسوة المؤمنين، فلقد أُوذيَ في
الله أشدّ الإيذاء، وصبر فنصره الله وعادى أعداء الله حتى أقرب الناس إليه وهو
أبوه، فأمرنا سبحانه وتعالى باتباعه والاقتداء به، فقال:﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ والأسوة: القُدوة،
والقدوة على قسمين: حسنة وسيئة، وهذه قدوة حسنة كما قال تعالى: ﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ
أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ﴾ أي: من المؤمنين، ﴿إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا
تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾ [المُمتَحنَة: 4] أي: قومهم الكفار ومما يعبدون من الأصنام والأوثان،
فكفروا بهم وقالوا لهم: ﴿وَبَدَا
بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ
بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ﴾ [المُمتَحنَة: 4] فإذا آمنوا بالله وحده، صاروا أحبابًا لنا؛ لأنَّ موجب
العداوة قد زال.
*****
الصفحة 3 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد