باب ذِكْر سوء الظَّنِّ بالله عز وجل
وقول الله تعالى: ﴿يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ﴾ [آل عِمرَان: 154]، وقول الله تعالى: ﴿وَذَٰلِكُمۡ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمۡ أَرۡدَىٰكُمۡ﴾ [فُصّلَت: 23] الآية، وقوله تعالى:﴿ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ
ٱلسَّوۡءِۖ﴾ [الفَتْح: 6].
رُويَ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: «أكبرُ الكبائرِ سُوءُ الظَّنِّ بالله»
رواه ابن مردويه ([1]).
****
ومن الكبائر سوء
الظن بالله عز وجل، ومن ذلك عند الموت، وقد قال صلى الله عليه وسلم: « لا يَمُوتَنَّ أحَدُكُمْ
إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بالله » ([2])، أما في حال الحياة،
فينبغي أن يوازن بين الخوف والرجاء، فلا يغلّب أحدهما على الآخر، بعكس ما عند
الموت فإنه يُغلِّب الرجاء، لأنَّ وقت العمل قد انتهى، فلا عمل، فعليه أن يحسن
الظن بالله عز وجل.
وقوله تعالى: ﴿وَذَٰلِكُمۡ ظَنُّكُمُ
ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمۡ أَرۡدَىٰكُمۡ﴾ [فُصّلَت: 23]، الخِطاب في هذه
الآية للكفار، أي: ظنكم أنَّ الله لا يعلم كثيرًا مما تعملون من الكفر والشرك، فظنكم
هذا ﴿أَرۡدَىٰكُمۡ﴾ [فُصّلَت: 23]، أي: أهلككم، فأصبحتم من الخاسرين بسبب سوء الظن بالله،
بأنه لا يعلم ولا يطلّع، ولا يستجيب، وهذا اعتداء منهم على حقِّه.
وقوله تعالى: ﴿ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۖ﴾ [الفَتْح: 6]، وذلك عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم للغزو تخلّف المنافقون ظنًا منهم أنهم
([1])أورده: ابن كثير في «تفسيره» (2/279) وعزاه لابن مردويه.
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد