باب ذكر اليأس من رَوْح الله، والأمن من مكر الله
وقول الله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ لَا يَاْيَۡٔسُ
مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾[يُوسُف: 87]، وقوله تعالى: ﴿فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾[الأعرَاف: 99].
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «أكْبرُ الكبائِر: الإشراكُ بالله،
والأمْنُ مِن مَكْرِ الله، والقُنوطُ مِنْ رحمَةِ الله، واليأسُ مِن رَوْح الله».
رواه عبد الرزاق ([1])، وأخرجه ابن أبي حاتم ([2])، عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- مرفوعًا ولفظه: سُئل: ما الكبائر؟
فقال: «الإشراكُ بالله، والأَمْنُ من مَكْرِ الله، واليأسُ من رَوْح الله»
****
بوَّب الإمام رحمه
الله بهذين الأمرين لِيَلْفتَ الانتباه إلى أنهما من الكبائر، وأن من ينزع إلى
القنوط تمامًا كالذي ينزع إلى الأمن من مَكْره سبحانه، فكلا الأمرين من الكبائر،
فإنه ينبغي للمسلم أن يكون معتدلاً في ذلك، فالمطلوب هو الوسط وهو خير الأمور.
وقد ساق رحمه الله الآيات
والحديث ليدلك على ما بوَّبه من أنَّ اليأس من روح الله، والأمن من مكره من أكبر
الكبائر.
فهذا إبراهيم عليه السلام لم يرزقه الله تعالى الذرِّية وكان قد كَبِرَ، إلاّ أنه لم يقنط من رحمة الله تعالى إلى أن جاءته الملائكة وبشَّرته بالولد، فبشَّروه بإسماعيل ثم بإسحاق ثم من بعده يعقوب عليهم السلام، قال تعالى في
([1])أخرجه: عبد الرزاق في «مصنفه» رقم (19701).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد