ذلك: ﴿وَبَشَّرُوهُ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ﴾ [الذّاريَات: 28]، هذا إسحاق، وفي آية أخرى قال: ﴿فَبَشَّرۡنَٰهُ بِغُلَٰمٍ حَلِيمٖ﴾[الصَّافات: 101]، وهذا إسماعيل عليه السلام، جاءته بشارتان، ولكن لمَّا بشَّروه قال: ﴿قَالَ أَبَشَّرۡتُمُونِي عَلَىٰٓ أَن مَّسَّنِيَ ٱلۡكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ٥٤ قَالُواْ بَشَّرۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡقَٰنِطِينَ ٥٥ قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ﴾ [الحِجر: 54-56]، فهو لم ييأس من رحمة الله وهذا هو الشاهد مع كبر سِنِّه، لأنَّه قد عاش ووصل إلى هذا العمر، إلاّ أنَّه كان يحيا على الرجاء والأمل ولم يقنط من رحمة الله، فقوله ﴿قَالَ أَبَشَّرۡتُمُونِي عَلَىٰٓ أَن مَّسَّنِيَ ٱلۡكِبَرُ﴾ هو من باب التعجب لا من باب اليأس، وهذا هو سبيل الأنبياء عليهم السلام، وسبيل المؤمنين، أنهم مهما اشتد بهم الكرب، فإنهم لا يقنطون من رحمة الله تعالى، في حين أنه وللأسف هناك الكثير من الناس في وقتنا هذا يعيشون على خلاف هذا السَّبيل الذي سار عليه الأنبياء عليهم السلام، فتراهم يقولون: إن الإسلام قد قُضِيَ عليه، وإن المسلمين لا طاقة لهم بقتال الكفّار الذين ملكوا الدُّنيا، فهم يملكون الأسلحة الفتّاكة، متناسين أن الإسلام له ربٌّ ينتصر له، وأن الدُّنيا دُوَلٌ، وأن الله مع المتقين، وأن العاقبة كذلك للمتقين، وأنه مهما أُوتيَ الكفّار من قوَّةٍ، فإنهم إلى زوال، وأن الإسلام دين الله هو الباقي، وأنَّ المسلمين باقون بحول الله وقوَّته، ولهم العاقبة في الدُّنيا والآخرة، فلا ينبغي للمسلم أن يقنط من رحمة الله إذا ما رأى هذه الأحوال، وهذه الفتن العظيمة، بل ينبغي أن يعظُم رجاؤه بالله عز وجل، وأن يثق بوعده سبحانه وتعالى، هكذا ينبغي أن يكون حال المؤمن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد