باب الرفق بالمملوك
عن أبي مسعود البَدْري رضي الله عنه؛ أنه ضَربَ عبدًا له فقال النبيُّ صلى
الله عليه وسلم: «اعْلَم أبا مسعود، أنَّ اللهَ أقدَرُ عليك مِنْكَ على هذا
الغُلامِ» قلتُ: هو حُرٌّ لوَجهِ الله تعالى، فقال: «أَمَا إنَّك لَو لَم تَفعَل،
لَلَفَحَتْكَ النَّارُ -أو لَمَسَّتْكَ النَّارُ» ([1]).
****
في هذا الباب الحَثُّ على الرِّفق بالمملوك
والخادم، وفيه الحث على استعمال العفو وكظم الغيظ، وفيه أنَّ مَن ضيَّع رعيته فقد
جاء بابًا من أبواب الكبائر، ومن هؤلاء المملوك وهو الرقيق، فإنَّ سيده مأمور
بالرفق به وعدم المشقة عليه، فإن حقه مذكور ضمن الحقوق العشرة، قال الله تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا
تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي
ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ
وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ﴾ [النِّسَاء: 36]، يعني: المماليك، فلا يجوز أن تقول: هذا ملك لي، ويحقُّ
لي أن أتصرف فيه كيف أشاء، نعم هو ملك لك، لكن لا يجوز أن تحمِّله فوق طاقته
وتجوّعه، فأنت مسؤول عنه يوم القيامة، وفي الحديث: «لا يدخل الجنة سيئ
المَلَكَة»([2]).
أما حديث أبي مسعود البدري وفيه: أنه ضرب عبدًا له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «اعلَمْ أبا مسعودٍ، أن الله أقْدَرُ عليك منك على هذا
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1659).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد