×
شرح كتاب الكبائر

باب ما جاء في الأمانة والخيانة فيها وتفسير الأمانة

وقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا [النِّسَاء: 58].

وقوله: ﴿إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا الآية [الأحزَاب: 72].

روى البيهقيُّ ([1]) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: القَتْلُ في سَبِيل الله يُكَفِّرُ كُلَّ شيءٍ إلاّ الأمانَةَ والدَّيْنَ -يُؤتى بالعَبْدِ يَومَ القِيَامَةِ وإن قُتل في سَبِيل الله فيقال له: أدِّ أَمانَتَكَ، فيقول: أي رَبِّ، كَيفَ وَقَد ذَهَبَت الدُّنيا؟ فيقال: انطَلقوا بهِ إلى الهاوِية فيَنطَلِقون بِهِ إلَيْها فتُمثَّلُ لَهُ أَمانَتُهُ كَهَيْئتِها يَومَ دُفِعَت إلِيَه، فيَراها ويَعرفُها، فَيَهوى في أثَرِها حَتّى يُدركَها فيَحمِلُها عَلَى مَنكبه، حَتَّى إذا ظَنَّ أنَّه خارِجٌ زَلَّتْ عن مَنكبِهِ فهوَ يَهوِي في أثَرِها أَبَدَ الآبِدينَ، ثم قال: الصَّلاةُ أَمَانَةٌ، والوُضُوءُ أَمَانةٌ، والوَزنُ أَمَانةٌ، والكَيلُ أَمَانةٌ -وعَدَّدَ أَشياء- وأَشَدُّ ذلِكَ الوَدائعُ، قال: فأَتَيْتُ البَرَاءَ فَقلت: أَلا تَرَى إلى ما قالَ ابنُ مسعودٍ؟ قال كَذا وكَذا، قال: صَدَقَ، أما سَمِعْتَ الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا [النِّسَاء: 58].

قال زيدُ بن أَسلمَ: هِيَ الصَّومُ والغُسْلُ مِنَ الجَنَابَةِ وما خَفِيَ مِنَ الشَّرائِعِ.

****

الأمانة مأخوذة من الأمن، وهو لغة: ضد الخوف، وهي كلمة عامة تشمل كل المسؤوليات التي تسند إلى العبد فإنه يجب أن


الشرح

([1])  أخرجه: البيهقي في «الكبرى» (6/288).