يقوم العبد بها تجاه
الله وتجاه خلقه، وتشمل الودائع والوظائف، وتشمل العبادات كالصلاة والصيام
والاغتسال فهذه كلها ونحوها أمانات في ذمة العبد، ولذلك قال الله: ﴿إِنَّا عَرَضۡنَا
ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن
يَحۡمِلۡنَهَا وأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ
ظَلُومٗا جَهُولٗا﴾[الأحزَاب: 72]، والأمانة في الآية هي التكاليف الشرعية، والعَرْض
المذكور في الآية هنا عَرْضُ تخيير لا عَرْض إلزام، فلو كان عرض إلزام لما تخلّفت
هذه المخلوقات عن حملها ولما قالت ما لنا إذا قمنا بها فقال لها: لكم الأجر إن
أحسنتم والعقوبة إن أسأتم، فهذه المخلوقات آثرت السلامة والعافية، وآثر الإنسان
وهو آدم وذريته الغنيمة فاحتملها.
وقوله عز وجل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ
أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا﴾ فهذا أمرٌ من الله
تعالى بأن تسند المسئوليات إلى المؤهلين لحملها والقيام بها، لأنَّ الله تعالى
قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوٓاْ أَمَٰنَٰتِكُمۡ
وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾[الأنفَال: 27].
وما جاء في الحديث الذي أخرجه البيهقي عن ابن مسعود وفيه قوله: «القَتْلُ في سبيل الله يُكَفِّرُ كُلَّ شيء إلاّ الأمانة والدَّين»، هذا الحديث فيه أن الشهيد الذي يُقتل في المعركة لإعلاء كلمة الله يغفر له كل شيء من الذنوب إلاّ: الأمانة والدَّيْن، فلا بُدَّ من أدائهما، لأنَّ حقوق العباد مبنية على المشاحة لا تسقط حتى يسمح بها أصحابها، أما الذنوب التي بين العبد وربه فإن الله يغفرها له إن شاء، ثم ذكر أن صاحب الأمانة إذا خان فيها يقال له: أدِّ أمانتك، فيقول: كيف يا رب وقد ذهبت
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد