باب ما جاء في إضلال الأعمى عن الطريق
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من أضلَّ
الأعمى عن الطريق([1]).
ولأبي داود ([2]) عن معاذ رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ حَمَى مُؤمِنًا مِنْ مُنافقٍ آذاهُ،
بَعَثَ الله له يَوْمَ القِيَامةِ مَلَكًا يَحمي لَحْمَهُ مِنْ نَارٍ جَهنَّم،
ومَنْ رَمَى مُسْلِمًا بشيء يريد شَيْنَهُ بِهِ، حَبَسَهُ اللهُ على جسرِ
جَهَنَّمَ حتَّى يَخْرُجَ ممَّا قَالَ».
****
لقد حثَّت الشريعة على الرفق بالضعفاء وإعانتهم
والشفقة عليهم ومنهم الأعمى الذي لا يُبصر الطريق، فالواجب إرشاده وتجنيبه ما
أمامه من أخطارٍ، لأنه فاقد للبصر، وأنت أنعم الله عليك بهذه الحاسَّة، والأصل
استعمالها واستغلالها بما يُرضي الله، وينفع الآخرين، سيَّما وفي هذا الحديث لعن
من أضلَّ الأعمى عن الطريق، سواءً تعمد ذلك أو كان مازحًا، فإنه يكون قد ارتكب
كبيرة من كبائر الذنوب.
وأمَّا ما جاء في
حديث أبي داود: «من حمى مؤمنًا... » فهذا الحديث فيه مسألتان، الأولى: أنَّ
الواجب على المسلم أن يبادر لحماية أخيه ممن اغتابه فيذبَّ عنه ممّا يقوله
المغتاب.
فلا يجوز للمسلم أن ىعيب أخاه ويتنقصه، بل يرفع من شأنه ويثني عليه لا أن يَشِينه، فإن فعل وشانَ أخاه كان جزاؤه أنَّ الله يحبسه على
([1]) أخرجه: أحمد رقم (2816)، وابن حبان رقم (4417).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد