باب الغلول
وقول الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّۚ وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ
يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ﴾ الآية [آل عِمرَان:
161].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لمَّا فَتَحَ اللهُ خَيبَرَ انطَلَقنا إلى
الوادي ومَعَ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم عَبدٌ لَهُ، يقال له: مِدْعَمٌ،
فَلَمَّا نَزَلْنا الوادي رُمِيَ بِسَهْمٍ فَماتَ، فقُلنا: هَنيئًا له بالشهادة يا
رَسولَ الله، فقال: «كَلاّ، والذَّي نَفسِي بيَدِهِ إنَّ الشَّملَةَ التي أخَذَها
يَومَ خَيْبَرَ لَتَلْتَهِبُ عَلَيهِ نارًا، أخَذَها مِنَ المغانم لم تُصِبْها
المَقاسِمُ» فَفَزَعَ الناسُ، فجاءَ رَجُلٌ بِشِراكٍ أَو شِرَاكَيْن، فقال: يا
رَسول الله، أصبتُ يَومَ خَيْبَرَ فقال: «شِرَاكٌ أو شِراكانِ مِن نارٍ» أخرجاه ([1]).
****
تحدثنا فيما مضى بأنَّ الغلول ينقسم إلى قسمين:
غلول يؤخذ من المغانم، وغلول العمال الذين يأخذون الهدايا.
أما حديث أبي هريرة قال: «لمّا فتح الله خيبر انطلقنا إلى الوادي.. » إلى آخره فالمراد منه: أنَّه على المجاهد إذا أخذَ غنيمة أن يرجعها لأنها أمانة، فيدفعها إلى المغانم لكي تُقسم، ويكون هو من ضمن الذين تقسم عليهم، ولا يقول: أنا وجدتها. وفي هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أثناء غزوة خيبر مشى هو وأصحابه في وادٍ، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم عبد مملوك له فأصيب بسهم، فقالوا: هنيئًا له الشهادة، بناء على ظاهره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كَلاّ، والَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ، إنَّ الشَّمْلَةَ التي
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد