×
شرح كتاب الكبائر

 أخَذَها لَتَلْتَهِب عَلَيْهِ نارًا »، والشملة: نوع من الكساء يلبسه الإنسان إما أن يكون إزارًا ورداءً، أو قطعة واحدة، كان قد أخذها هذا العبد قبل القسمة، فأخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أنها ستتحول إلى نارٍ يُعذب بها، فدلَّ على أنَّ الغلول يمنع من تحصيل أجر الشهادة، فإذا قتل المجاهد وكان غالاً فلا ينال أجر الشهداء، فإذا كان الغلول يمنع أجر الشهادة؟ فجاء رجل لمّا سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك بشراك أو شراكين؛ والشِّراك: سَيْر النعل الذي يكون على ظهر القدم، كان قد أخذهما، وما ظنَّ أن لهما حُكمَ المَغْنَم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «شِراكان مِن نارٍ» والمعنى: أن الغلول يُوجب النار وإن كان شيئًا حقيرًا، فما أُخذ من الغنيمة مهما كان صغيرًا أو كبيرًا قبل القسمة فإنه يكون غلولاً ونارًا على صاحبه.

أما قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّۚ وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ [آل عِمرَان: 161] فسبب نزول هذه الآية أنه في بعض المغازي جمعت الغنائم وأحصيت، ولكنهم فقدوا قطيفة حمراء، وقالوا: لعلَّ النبي صلى الله عليه وسلم أخذها لأنَّ له صلى الله عليه وسلم أن يتصرف بحكم ولايته، فنفى الله عن نبيه أن يغل، يعني: لو أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذها لكان غالًّا، فكيف بغيره؟! فهذا يدل على شدّة تحريم الغلول سواء كان من نبيٍّ أو من غيره إلاَّ ما خُصَّ به النبي صلى الله عليه وسلم مما أباحه الله له بقوله تعالى: ﴿وَمَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡهُمۡ فَمَآ أَوۡجَفۡتُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ خَيۡلٖ وَلَا رِكَابٖ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُۥ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۚ[الحَشر: 6].

*****


الشرح