×
شرح كتاب الكبائر

باب تكثير السواد في الفتن

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن حَمَلَ عَلَيْنا السِّلاحَ فليسَ مِنّا، ومَن غَشَّنا فليسَ مِنّا» رواه مسلم ([1]).

****

 قوله: «باب تكثير السواد في الفتن» المراد: أنه لا يجوز للمسلم أن يدخل مع أهل الفتن ويُكثِّر عددهم.

وأما قوله: «مَن حَمَلَ عَلَيْنا السِّلاح» فيه أنه يجب على المسلم أن يلقي سلاحه في الفتن.

وقوله: «فليسَ مِنّا» براءة من النبي صلى الله عليه وسلم مَمَّنْ فَعَلَ ذلك، وهو من باب الزجر والوعيد ليكفَّ الإنسان عن الفتن، وأنه ليس ممَّن اهتدى بهَدْينا واقتدى بعملنا وعلمنا وحُسن طريقنا. فلا يجوز حمل السلاح على المسلمين وفي الحديث: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار».

وقوله: «مَن غَشَّنا فليسَ مِنّا»: لأنَّ الدين النصيحة وهي لله ولرسوله ولأئمة المسلمين، وعامتهم، فالأصل في المسلم أن يكون طاهرًا نقيًّا سليم الظاهر والباطن، والغش كبيرة من كبائر الذنوب، وهذا في جميع أنواع المعاملات فيحرم الغش فيها كتدليس العيوب وكتمانها، وخلط الجيد بالرديء، والمكر والخديعة، ولهذا دعا الإسلام إلى التناصح بين الأفراد والجماعات، والنصيحة تكون في المعاملة، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (101).