باب من شهد أمرًا فليتكلم بخير أو ليسكت
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بالله واليَومِ
الآخِرِ، فإذا شَهِدَ أمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بِخَيرٍ أوْ لِيَسكُتْ» رواه مسلم ([1]).
****
الأصل في المسلم أن
لا يتكلّم إلا بخير، ويدخل في هذا الكلام المباح الذي لا فائدة فيه، فإنه ينبغي
عليه أن يمسك عنه مخافة الانجرار إلى حرام أو مكروه، فكيف إذا كان كلامه سيشعل نار
الفتنة ويؤجِّج العداوة بين إخوانه؟ ولذلك فإنَّه على المسلم لو حضر حدوث خلاف بين
إخوانه فإما أن يمسك لسانه، إلاّ من كلمة خير يصلح بها، أو موعظة ينصح بها، فإن لم
يستطع ذلك فلا أقلَّ من أن يسكت حتى يسلم هو، ولا يؤجِّج المشاحنة بين أخويه، فإن
استطاع حَلَّ المشكلة والإصلاح بينهما فليفعل، لأنَّ له بذلك أجرًا عظيمًا.
وجاء في حديث آخر: «مَنْ
كانَ يُؤْمِنُ بالله وَاليَومِ الآخِرِ فلْيَقُلْ خَيْرًا أو لِيَصْمِتْ»([2])، فإن كان الكلام فيه
خير تكلم به، وإن لم يكن فيه خير، وكان فيه فتنة، فعليه أن يصمت ولا يشارك فيما
يَحْدُث من خصومات أو مشادات.
*****
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1468).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد