باب ما جاء في البهتان
وقول الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا
ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا﴾ [الأحزَاب: 58].
عن ابن عمر مرفوعًا: «مَنْ قال في مُؤْمنٍ ما ليس فيـهِ، أَسكَنَه اللهُ
رَدْغَةَ الخَبَالِ حَتَّى يَخرُجَ مِمَّا قال» رواه أبو داود بسند صحيح ([1]).
ولمسلم ([2]) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «أَتَدْرُونَ ما الغَيْبَةُ؟» قالوا:
اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: «ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ» قيل: أرَأَيتَ إنْ كانَ
في أَخي ما أقولُ؟ قال: «إنْ كانَ فيه ما تَقولُ فَقَد اغتَبْتَهُ، وإنْ لم يَكُن
فيه ما تَقولُ فقد بَهَتَّهُ».
****
البهتان: هو الكذب، والكذب من كبائر الذنوب، وهذا يدلُّ على أنه لا يجوز ولا يحل إيصال الأذى إلى المسلم بوجهٍ من الوجوه، من قول أو فعلٍ بغير حقٍّ، ويدخل في هذا البهتان وهو أن ترمي الشخص بما ليس فيه، وقد قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابٗا مُّهِينٗا﴾[الأحزَاب: 57]، ومعنى ﴿يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ﴾: أي: ينتقصوه وينسبون إليه شيئًا لا يليق به سبحانه وتعالى وقد قال تعالى في الحديث القدسي: «يُؤْذِيني ابنُ آدم يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنا الدَّهْرُ، بِيَدي الأمْرُ أُقلِّبُ اللَّيْلَ والنَّهارَ»([3])، فالله عز وجل يتأذّى بما ينسب إليه مما لا يليق به سبحانه وتعالى، ولكنه لا يتضرر، لأنَّ الله لا يضره شيء، إلا أنه يتأذّى
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3597)، وأحمد رقم (5385).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد