×
شرح كتاب الكبائر

بدليل هذا الحديث والآية، فلم يقل: يضرون الله، بل قال:﴿يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ، وبعضهم حمل معنى قوله: «يؤذيني ابن آدم» أي: يعاملني معاملةً تُوجب الأذى في حقي. ويؤذون الرسول صلى الله عليه وسلم، يعني: يتنقصُّونه أو يَسبُّون أصحابه وأقاربه، فهم يؤذون الرسول صلى الله عليه وسلم بأنواع مـن الأذى كأن ينسبوا إليه شيئًا لم يقله مثل الأحاديث الضعيفة التي دسَّها الوضاعون الذين يضعون الأحاديث على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكالذين يتهمون عائشة رضي الله عنها في عرضها، وكالذين يسبون الصحابة رضوان الله عنهم، فإنَّ هـؤلاء يؤذون الرسول صلى الله عليه وسلم، فجزاؤهم لعنة الله، أي: الطرد من رحمته، كما أنَّه سبحانه أعدَّ لهم عذابًا مهينًا في جهنم يوم القيامة خالدين مخلدين مهانين، والعياذ بالله.

ثم قال: ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أي: ينسبون إليهم شيئًا لم يقع منهم، ولم يكتسبوه، فهذا هو البهتان، وأمّا إذا كان ما قيل فيهم قد وقع منهم فهذه هي الغيبة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقوله تعالى في هذه الآية: ﴿بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهتَّه» فوصف هذا الفعل بأنه بهتان، ولهذا قال تعالى: ﴿فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗاأي: كذبًا قبيحًا، ﴿وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا أي: بيّنًا واضحًا يتأثّمون به، فلا يضرون الشخص الذي بهتوه، وإنما يضرون أنفسهم، فيعود الضرر عليهم.

وفي حديث ابن عمر بيان عقوبة مَن قال في مؤمن ما ليس فيه من الصفات الذميمة، يتنقَّصه بذلك ويكذب عليه، فكان عقابه بأن يسكنه 


الشرح