باب ما جاء في الكذب على الله أو على رسوله
وقول الله تعالى: ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا﴾ الآية [العَنكبوت: 68].
وقوله تعالى: ﴿وَيَوۡمَ
ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ﴾ الآية [الزُّمَر: 60].
وفي «الصحيح» ([1]) عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ كذبًا
عليّ ليس ككذبٍ على غيري، من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار».
ولمسلمٌ عن سَمُرة بن جندب رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ حدَّث عني بحديث
يَرى أنَّه كذب فهو أحدُ الكذابين» ([2]). [ 114 ]
****
الكذب صفة ذميمة، وقد نهى الله عنه، والمؤمن لا يكون كذابًا، فإذا كان هذا الكذب على الله كان أعظم جرمًا، فالكذب على الله أو على رسوله صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر، كأن يقول أحدهم: إن الله أحلّ كذا، أو حرّم كذا بدون دليل من كتاب الله أو سنة رسوله، فينسب إلى الله شيئًا لم يقله، فهذا أعظم الكذب، قال تعالى: ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا﴾، وقال: ﴿وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَٰذَا حَلَٰلٞ وَهَٰذَا حَرَامٞ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ ١١٦ مَتَٰعٞ قَلِيلٞ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾[النّحل: 116-117]، وقال أيضًا:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1291)، ومسلم رقم (4).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد