﴿إِنَّمَا يَفۡتَرِي ٱلۡكَذِبَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بَِٔايَٰتِ
ٱللَّهِۖ﴾ [النّحل: 105]، فالكذب على الله يتنافى مع الإيمان وهو أعظم أنواع الكذب، فمن الكذب على
الله أن يخبر عن الله أمرًا خلاف الواقع لغرضٍ من الأغراض، إما لنيل شيء تطمع به
نفسه، أو نصرة لمذهبه أو رأيه، فهذا من أعظم الكذب، لأنه من الافتراء على الله عز
وجل، ثم يليه الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم الكذب على الناس.
فالكذب عامةً محرم
ويعدّ كبيرة، ولكن بعضه أشد من بعض، فأشدُّه الكذب على الله تعالى، ثم الكذب على
الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم الكذب على الناس، فلا يجوز بأيِّ حالٍ من الأحوال
القول على الله بغير علم، قال تعالى: ﴿فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا لِّيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي
ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾[الأنعَام: 144]، فالآية التي ساقها المصنف رحمه الله، وهذه الآية تدلان
على أنَّ القول على الله بغير علم من أعظم الكذب.
وفي قوله
تعالى: ﴿وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ
وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ﴾[الزُّمَر: 60] هذا وعيد آخر، فالوعيد في الآية الأولى ذكر أنه أظلم
الناس، وفي الآية الثانية أنه يوم القيامة يأتِ وجهه مسودًّا أمام الخلائق يُفضح
بهذه العلامة والعياذ بالله.
والكذب على الله
يكون في العقيدة كقول النصارى: ﴿ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدٗا﴾[الكهف: 4] فينسبون الولد لله ويقولون: إنَّ عيسى عليه السلام ابن
الله، والكفار كانوا يقولون: الملائكة بنات الله فينسبون له البنات مع أنهم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد