باب ما جاء في الكذب والمزح ونحوه
وقول الله تعالى: ﴿قَالُوٓاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوٗاۖ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ﴾ [البقرة: 67].
عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها مرفوعًا: «لَيْسَ الكَذّابُ الذي
يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فيقولُ خَيْرًا أوْ يَنْمي خَيْرًا» أخرجاه ([1]).
ولمسلم ([2]): «قالت: ولَمْ أسْمَعْهُ يُرَخِّص في شَيءٍ مما يَقولُ النَّاس، إلاّ في
ثلاثٍ: في الحَرْبِ، والإصْلاحِ بَيْنَ النَّاسِ، وحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرأتَهُ،
وحَدِيثُ المَرْأَةِ زَوْجَها».
****
من أشد أنواع الكذب الاستهزاءُ بالناس واحتقارهم، وعدم إنزالهم منازلهم، لأن الأصل في المسلم أن يكون جادًّا فيما يقول، ولا يمزح بتسفيهه الآخرين وانتقاصهم، وفي قصة موسى مع بني إسرائيل في سورة البقرة مزيدُ بيانٍ، وذلك أن رجلاً من بني إسرائيل قُتل، ولم يُعرف قاتله، فَحدَثَ بسبب ذلك مشكلة، فأهله يطالبون بدمه، ولكنهم لا يعرفون القاتل، فأمر الله موسى عليه السلام أن يكشف لهم الأمر بمعجزة، فدعاهم عليه السلام لأنْ يذبحوا بقرة، ثمَّ يأخذوا قطعة منها، ويضربوا بها المقتولَ، فإذا ضربوه قام بإذن الله، وأخبرهم مَن القاتل، فلما أمرهم عليه السلام بما أمره الله عز وجل قالوا: ﴿أَتَتَّخِذُنَا هُزُوٗاۖ﴾ يعني: ما علاقة ذبح البقرة بقصة القتل؟ وهذا من تنطعات بني إسرائيل، وتطاولهم على أنبياء الله، يقولون هذا الكلام لرسول الله موسى عليه السلام،
([1])أخرجه: البخاري رقم (2692)، ومسلم رقم (2605).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد