باب الدعوى في العلم افتخارًا
عن عمر مرفوعًا: «يَظهَرُ الإسلامُ حَتَّى تَختلفَ التُّجارُ في البَحْرِ،
وحتَّى تَخوضَ الخَيلُ في سبيل الله، ثُمَّ يَظهَرُ أَقوامٌ يَقرؤون القُرآن،
يَقولونَ: مَنْ أقْرَأُ مِنّا؟ مَنْ أفقَهُ مِنّا؟». ثم قال: «هَلْ في أُولئكَ من
خَيرٍ؟» قالوا: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ، قال: «أُولئك مِنكُم مِن هذهِ الأُمَّةِ،
وأُولئِكَ وَقودُ النَّار». رواه البزار بسند لا بأس به ([1]).
وللطبراني([2]) معناه عن ابن عبّاس، قال المنذري ([3]): إسناده حسن.
****
التفاخر أمر محرَّم شرعًا، وهو من كبائر الذنوب،
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ﴾ [لقمَان: 18]، فلا يجوز للمسلم
أن يفتخر على غيره، أو أن يُعجب بنفسه، بل عليه أن يتواضع لله عز وجل، ويتواضع
لعباد الله وهذه هي صفة المؤمنين، ففي الحديث: «من تواضع لله درجةً رفعه الله
درجةً حتى يجعله في عِلِّيين، ومَن تكبَّر على الله درجةً وضعه الله درجةً حتى
يجعله في أسفل السافلين»([4]).
والفخر محرَّم وهو كبيرة من كبائر الذنوب، لا سيّما إذا كان ذلك من أهل العلم، فأهل العلم أولى بالتواضع، لأنهم قدوة ولأنهم يعلمون ما في الفخر من الإثم، فهم أولى أن يتواضعوا وألاّ يفتخروا.
([1]) أخرجه: البزار رقم (283) والطبراني في «الأوسط» رقم (6242).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد