وقوله في الحديث: «يظهر الإسلام
حتى تختلف التجار في البحر» قوله: «مرفوعًا» أي: إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
وقوله: «يظهر الإسلام» هذا إخبار منه صلى الله عليه وسلم بظهور الإسلام
وانتشاره في الأرض، وقد وقع كما أخبر به صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ
رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ﴾ [التّوبَة: 33]، فقد أظهر الله
الإسلام، فبلغ المشارق والمغارب، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، ودخلت فيه الأمم
والدول، وذلك بسبب الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، ولصلاحية هذا الدين، وأنه
دين الفطرة، ودين يدخل القلوب بأحكامه وحِكْمته ونوره، فالذي يريد الحق يُبادر إلى
الدخول فيه، ولا يتركه إلاَّ المعاند، لذلك انتشر الإسلام بالحكمة والعلم والدعوة
إلى الله، والجهاد إنما ينكره الذين يَصُدُّون عن سبيل الله، الذين يريدون بقاء
الكفر وعدم انتشار الإسلام.
وقوله: «حتى يختلف
التجار في البحر» يعني: حتى يتسع اقتصاد المسلمين، فينشط المسلمون في طلب
التجارة في البحار، وتأمَن السُّفن، وكل ذلك في ظل الإسلام.
وقوله: «وحتى تخوض
الخيل في سبيل الله» أي: للجهاد، فإنها تقطع الأرض والبحار والأنهار، فلا
تترك مكانًا إلاّ بلغته، وهذه الفتوحات التي بلغت المشرق والمغرب شاهدة على ذلك
حتى امتد الإسلام من بلاد السند إلى بلاد الأندلس في أقصى المغرب، وهذا ما أخبر به
النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ظهر ولله الحمد والمنّة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد