باب العصبية
عن جُندب بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعًا: «مَن قُتِلَ تَحتَ رايةِ
عُمِّيَّةٍ يَدعُو عَصَبِيَّةً أو يَنْصُرُ عَصَبِيَّةً، فَقِتْلَتُه جاهليَّةٌ»
رواه مسلم ([1]).
****
من الكبائر التي نهى
عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم العصبية الجاهلية، وهو أن يتعصب المرء لقومه أو
قبيلته أو شيخه أو مذهبه، سواء كانوا على حق أو باطل، والأصل في المسلم أن يكون مع
الحق أينما دار، فإن كان الحق مع قومه صار معه، وإن صار مع غير قومه دار مع الحق، أما
الذي يكون مع قومه مطلقًا سواء كانوا على حق أو باطل كان هذا من العَصبيَّة
الجاهلية، وكذلك الذي يتعصب لشيخه أو إمامه ولو كان مخطئًا، فإنه لا يجوز للمسلم
أن يكون كما قال الشاعر الجاهلي:
وَهَلْ أنا إلاّ مِنْ غَزِِيَّةً
إنْ غَوَتْ غَوَيْتُ وإنْ
تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أرْشُدِ
هذه هي عصبية
الجاهلية: وكذلك الذي يتعصب لحزبه فهو مع حزبه وإن كان الحق مع غيره، في حين أنَّ
الأصل في المسلم أن يبحث عن الحق ويتبعه أينما كان.
وأما قوله: «مِن قُتِلَ تَحتَ رايَةٍ عِمِيَّةٍ» العِمِّيَّة: بكسر العين وضمها، وجهان، والمراد بها الضلالة، فهذا الحديث فيه التنفير من العصبية الجاهلية، وأن الأصل في المسلم أن يقاتل تحت راية الحق، ولا يقاتل تحت راية الباطل والضلالة وهي العميّة، فمن قُتِلَ تحتها ينصر باطلاً أو يذلّ حقًّا «فقِتْلَةٌ جاهلية» يعني: يموت ميتة أهل الجاهلية، وفي هذا
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد