ولأبي داود([1]) بسند
جيِّدٍ عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه مرفوعًا وموقوفًا: «فمَن نَصَرَ قَومَهُ على
غيرِ الحَقِّ، فهُوَ كالبَعِيرِ الذي رُدِّيَ في بئرٍ، فهُوَ يَنزِعُ بِذَنَبِه».
****
وعيد شديد، وقد حصل
هذا في عصرنا الحاضر عند أصحاب الأفكار المنحرفة والهدامة التي يدافعون عنها
ويقاتلون دونها، فيقتلون ويعتبرون أنفسهم شهداء، والحقُّ أنَّ هؤلاء قد قتلوا تحت
راية عميّة مخالفة لرأي الجماعة وشاقَّة لعصا الطاعة، فتكون قِتلتهم جاهلية.
وقوله: «فَمَن
نَصَرَ قَوْمه عَلَى غَيرِ الحَقِّ فهو كالبَعِير الذي رُدِّي في بئر، فهو ينزع
بذَنَبِه» الواجب على المسلم أنَّه إذا رأى
قومه على غير الحق أن يناصحهم ويبيِّن خطأهم، فإن قبلوا منه فالحمد لله، وإن لم
يستمعوا له اعتزلهم ولا يقاتل معهم على الباطل، فإذا قاتل معهم وهم على غير الحق
فهو كالبعير الذي يسقط في بئر ويُحرك ذنبه يريد النجاة، وهذه الحركة غير منجية له،
وكذلك الذي يقاتل مع قومه على غير الحق يُريد بذلك العزة وهو في الحقيقة يُذلّ
نفسه، وأنَّ قتاله قتال ذلة.
*****
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (5117).
الصفحة 2 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد