*****
باب
المتشبع بما لم يعط
ولهما ([1]) عن أسماءَ أن امرأةً قالت: يا رسولَ الله، إنَّ لي ضَرَّةً فهَلْ عليَّ
جُناحٌ إنْ تَشبَّعْتُ مِن زَوْجي بما لم يُعْطِني؟ فقال: «المُتشَبِّعُ بِما لَمْ
يُعْط كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ».
قوله: «المُتشبِّع بما لم يُعطَ» أي: المتزيِّن بما
ليس عنده يتكثَّر بذلك ويتزيَّن على غيره بالباطل، وفي الحديث أنَّ امرأة ذكرت
للنبي صلى الله عليه وسلم أنَّ لها ضَرَّة، وسألت إن كان يجوز لها أن تظهر أمامها
وتدَّعي بأنَّ زوجها قد خصَّها بما تَفْضُلُها به، كمحبَّة أو أيِّ شيءٍ آخر أكثر
من ضَرَّتها؟ فأنكر عليها صلى الله عليه وسلم وقال: «المتشبِّع بما لم يُعطَ»، أي:
الذي يظهر الشبع وليس بشبعان، والمقصود إظهار فضيلة لم تحصل له، فأخبر النبي صلى
الله عليه وسلم أنه لا يجوز وأن فاعل ذلك «كلابس ثوبي زور»، وهو الذي
يزوِّر على الناس فيظهر أمامهم بصفةٍ ليست فيه على الحقيقة، والمراد أنه كان
شبيهًا بمَن لبس ثوبين لغيره وأَوهمَ أنهما له، ويدخل في ذلك ادِّعاء صفات وأحوال
ليست موجودة في الحقيقة. كما نهى عن ذلك لأنَّ هذه الصفة هي صفة اليهود حيث قال
الله فيهم: ﴿وَّيُحِبُّونَ
أَن يُحۡمَدُواْ بِمَا لَمۡ يَفۡعَلُواْ﴾ [آل عِمرَان: 188].
*****
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد