باب الفحش
وقول الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [النُّور: 19]، وقوله تعالى: ﴿إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ مِن
سَبِيلٖۚ﴾ الآية [التّوبَة: 91].
****
الفُحْش من كبائر
القلوب، والفحش: هو المتناهي في القُبْح، والفحشاء: هي المعصية المتناهية في القُبْح،
فالمسلم لا يكون فاحشًا ولا مُتَفحِّشًا، ولكنه يتجنب الفُحْش في القول والعمل،
ولا يُشيع الفاحشة بين الناس.
والشائعة قد تكون كذبًا، والذي أشاعَها قد قال كذبًا وصار من الكاذبين، ولهذا قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ﴾ [الحُجرَات: 6]، فإذا بلغكَ عن أحدٍ أنه أَساء أو عمل خطيئةً، فلا تستعجل، فربما كان الذي بلَّغَك يفتري عليه الكذب، فإذا أفشيتَهُ، فقد أفشيتَ الكذب، ولذا جاء في الحديث: « كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحدِّثَ بِكُلِّ ما سَمِعَ » ([1])، فربما كانت هذه الشائعة كما ذكرنا كذبًا، فإذا أشعتها فقد أشَعْتَ الكذبَ، وإذا كانت صحيحةً فالمسلم ليس معصومًا، فقد يقع في المعصية أحيانًا، فلا ينبغي لك أن تُشِيعَ هذه الفاحشة، ولكن عليك أن تسترها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مَن سَتَرَ مُسلمًا سَتَرَهُ اللهُ في الدُّنْيا والآخِرة » ([2]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (5).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد