ولهذا عليك بمناصحة
العاصي بينك وبينه، لقوله صلى الله عليه وسلم: « الدِّينُ النَّصِيحة » ([1])، فكثيرٌ من الناس
الآن لا تحلو مجالسهم إلاّ بالحديث عن الناس، فلان عمل كذا، وفلان أخطأ في كذا،
وهذا لا يجوز بين المسلمين لقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ
يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النُّور: 19]، فإذا شاعت الفاحشة
في الناس، حينها يتساهل أهل الفسق والمعاصي بأعمالهم، ولسان حالهم يقول: ما دام
هذا حاصلاً ويحدث، فنحن لا لوم علينا، فيخشى حينئذٍ أن تسهل المعصية في نظرهم،
وكان هذا سببًا لزيادة ارتكاب المعاصي، فالأَولى أن تُستر، فهذا هو الأفضل
للمجتمع.
والحاصل أنَّه إن
شاعت الفاحشة سَهُلَ ارتكاب المعاصي وتساهل الفسّاق بها، وحينئذٍ تحدث العداوة
والبغضاء بين المسلمين، وسوء الظن، والتفكك في المجتمع.
وفي واقع الأمر فإنَّ الذي يتولى إشاعة ذلك في المجتمع هم المنافقون، فلا تَدَعوا لهم سبيلاً إلى ذلك، وهذه الآية جاءت في سياق حادثة الإفك، حيث رمى المنافقون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالفاحشة، في قصة الإفك وبعض المؤمنين انخدع وصدّق هذه الشائعة، وصار يتحدّث بها، يقول الله جل وعلا: ﴿لَّوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ ظَنَّ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمۡ خَيۡرٗا وَقَالُواْ هَٰذَآ إِفۡكٞ مُّبِينٞ ١٢ لَّوۡلَا جَآءُو عَلَيۡهِ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَۚ فَإِذۡ لَمۡ يَأۡتُواْ
([1])أخرجه: مسلم رقم (55).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد