×
شرح كتاب الكبائر

باب ما جاء في زعموا

وقول الله تعالى: ﴿إِذۡ تَلَقَّوۡنَهُۥ بِأَلۡسِنَتِكُمۡ وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ وَتَحۡسَبُونَهُۥ هَيِّنٗا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٞ [النُّور: 15]، وقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ [الحُجرَات: 6].

عن أبي مسعود أو حذيفة رضي الله عنهما مرفوعًا: «بِئْسَ مَطيَّةُ الرَّجُلِ زَعَموا» رواه أبوداود بسندصحيح ([1]).

****

      تقدم في شرح الأحاديث السابقة أن من جملة الكبائر الكذب، والدليل على ذلك أنَّ الله رتَّب عليه اللعنة، فقال تعالى: ﴿فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ [آل عمران: 61]، وأخبر أن الكاذب على الله من أظلم الظالمين فقال: ﴿فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدۡقِ إِذۡ جَآءَهُۥٓۚ [الزمر: 32]، ويدخل في هذا السياق الكذب على الرسول، قال صلى الله عليه وسلم: « مَنْ كَذَبَ عَليَّ مُتعَمِّدًا فَلْيَتبَوَّأْ مَقعدَهُ مِنَ النَّار، إنَّ كَذِبًا عَليَّ، ليسَ ككذبٍ على أحدٍ » ([2])، ويدخل في هذا أيضًا الكذب على الناس، وهو من علامات النفاق، فقد ذكر علامات النفاق، فقال: « آيَةُ المُنافِقِ ثلاث: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أخْلَفَ، وإذا أؤتُمِنَ خَان » ([3]) والله جل وعلا أخبر أن مأوى المنافقين ﴿جَهَنَّمُ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ[التوبة: 95] أي: بدعواهم الإيمان، والكذب من كبائر الذنوب، ومن أنواع الكذب: الاعتماد على الزعم، أي: يتكلم الكلام دون تثب


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4972)، وأحمد رقم (23403).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1291)، ومسلم رقم (4).

([3])أخرجه: البخاري رقم (33)، ومسلم رقم (59).