باب الاحتجاب دون الرعيّة
عن أبي مريم الأزدي رضي الله عنه أنَّه قال لمعاوية: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: «مَن وَلاّه الله شَيئًا مِن أُمورِ المُسلمين فَاحتَجَبَ
دونَ حاجَتِهِم وخَلَّتِهِم وفَقرِهِم، احتَجَبَ اللهُ دون حاجَتِهِ وخَلَّتِهِ
وفَقْرِهِ يومَ القيامةِ» فجعل معاوية رجلاً على حوائج الناس. رواه أبوداود
والترمذي ([1]).
وللترمذي عن عمرو بن مرّة الجهني نحوه، وصحَّحه الحاكم ([2]).
****
مما يجب على الوالي
أن يستقبل شكاوى الرعية مباشرة، وأن لا يسد بابه دونهم، فيستمع إلى شكواهم
وطلباتهم، كما كان يفعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده، حيث إنهم
كانوا لا يمنعون الناس من الوصول إليهم، فإن احتجب الوالي، بأن يجعل بينه وبينهم
حاجب، فإنَّ الله يحتجب عنه يوم القيامة لأنَّ الجزاء من جنس العمل.
وفي هذا الحديث أن أبا مريم بلّغ معاوية قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن وَلاّه الله شيئًا من أمرِ المُسلمين فاحتَجَبَ دون حاجَتِهم» نصحًا له ففيه أنَّ ولي الأمر يجب أن تُبذل له النصيحة من قبل أهل العلم والرأي والمشورة، فهذا الرجل ينصح معاوية بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بأن لا يحتجب الوالي عن الرعيّة، والأصل في النصيحة للولاة أن تكون مباشرة
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد