×
شرح كتاب الكبائر

باب ذكر مودة أعداء الله

وقول الله تعالى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ الآية [المجَادلة: 22].

وقوله: ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ[التّوبَة: 24].

****

 

هذا الباب متعلق بمسألة الحب والبغض، ولكنه زيادةُ توضيح والله أعلم ففي الآية التي ساقها المصنف رحمه الله دليلٌ على أن محبة الكفار تنافي الإيمان، فكيف تُحِبُّ من حادّ الله ورسولَه وقد أبغضه اللهُ ورسولُه؟ فالأصل في المؤمن أن يُحِبَّ مَن أحبه الله ورسوله، فهذه هي طريقة أهل الإيمان، فالمراد أن لا تُحِبَّ مَن حادَّ الله ورسوله ولو كان أباك أو ابنك أو أخاك أو من عشيرتك، فإن أنت استجبت لأمر الله تعالى، انطبق عليك قوله تعالى:﴿أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ [المجَادلة: 22]، وقد قيل: نزلت هذه الآية في أبي عبيد بن الجراح لما قَتَلَ أباه يوم بَدر، حيث كان أبوه مشركًا يقاتل المسلمين، فقتله ابنه لكفره بالله عز وجل ولم تحمله الأُبوة أو البُنوة، لأنْ يتركه، ولهذا قال سبحانه: ﴿وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ [المجَادلة: 22].

هذه الآية فيمن ترك الهجرة شُحًّا بوطنه أو بماله أو بأولاده، أو ترك الجهاد في سبيل الله عز وجل أو تركهما معًا لأجل ذلك، فهذا ممن


الشرح