×
شرح كتاب الكبائر

باب ما جاء في النهي عن كون الإنسان مداحًا

وقول الله تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ [النِّسَاء: 49].

ولمسلم ([1]) عن المقداد رضي الله عنه أن رجلاً جَعَلَ يَمْدَحُ عثمانَ، فجَثى المِقْداد على رُكبَتيْهِ فجَعَلَ يَحْثُو في وَجهِه التُّرابَِ، فقال له عُثمانُ رضي الله عنه: ما شَأْنُكَ؟ قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رَأَيْتُم المَدَّاحينَ فَاحْثُوا في وُجُوههم التُّراب».

وفي «المسند» ([2]) عن معاوية رضي الله عنه مرفوعًا: «إيَّاكُمْ والمَدْحَ، فإنَّهُ الذَّبْح».

****

التزكية للنفس على قسمين: تزكية مذمومة وهي المدح، وتزكية محمودة: وهي تزكية النفس بالطاعات والأعمال الصالحة والتوبة والاستغفار، قال الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ [المؤمنون: 4]، أي: يزكّون أنفسهم بالطاعات، أما تزكية النفس بالمدح، فإنها لا تجوز، لأنك لا تعلم هل قَبِلَ الله منك أم لا؟! وهو يَحملُ على التكبُّر والعُجب، فلا تمدح نفسك وإنما زَكِّ نفسك بالطاعات والأخلاق.

وأما قوله تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ فقوله: ﴿يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ: أي: يمدحونها ويُبَرِّئُونها من


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (3002).

([2])أخرجه: أحمد رقم (16903).