جسر جهنم حتى يخرج
ممَّا قال، لأنه يوم القيامة يُنصب الصراط، وهو الجسر الذي يضرب على متن جهنم
ليمرَّ الناس عليه على قَدْرِ أعمالهم، فإذا مرّ المسلمون عليه فإنهم يمنعون من
دخول الجنة، حتى يوقفوا على القنطَرة ليقتص لبعضهم من بعض فإذا هُذِّبوا ونُقُّوا
أُذن لهم بدخول الجنَّة، لأنَّ الجنة طيبة لا يدخلها إلاَّ الطيبون.
فالحطُّ من أقدار
المسلمين وتصغير شأنهم واحتقارهم أمر عظيم أشار إليه هذا الحديث، ولا سيّما ما
يفعله الكثيرون من أجل أن ينفضّ الناس عن فلان، فيطعنون في أمانته وعلمه، وبعضهم
يبرر عمله هذا بقوله: إنَّ كلامي هذا من باب إنكار المنكر، فسبحان الله! إنَّ هذا
هو المنكر بعينه، لأنَّ ما قلته في أخيك غيبة والغيبة من أعظم المنكر، والمنكرُ لا
يقابل بمنكر أشد منه، فالواجب على المسلم أن يعرف هذه الأمور ويحذر من لسانه، قال
الله تعالى: ﴿مَّا
يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ﴾[ق: 18]، وقد قال النبي صلى
الله عليه وسلم في الحديث: «وهل يكب الناس على مناخرهم إلاَّ حصائد ألسنتهم»([1])، فالكلام الذي يقوله
الإنسان يحفظ ويُدوَّن على العبد، ومن ثم يُجزى به ويقتص منه للمظلوم، فلا بد أن
يحذر العبد من اللسان، لأنه قد يضيع الحسنات، لا سيما إذا استخدمه في الكلام
النابي والقذر، ومن أقذر الكلام الغيبة والنميمة والتي تساهل فيها كثير من الناس.
*****
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2616)، وابن ماجه رقم (3973)، وأحمد رقم (22016).
الصفحة 2 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد