×
شرح كتاب الكبائر

الدنيا؟ أي إن الآخرة ليس فيها أموال، وإنما هي دار الجزاء والعقاب، فيُلْقى بالأمانة في الهاوية، يعني: في النار، فيهوي في أثرها من أجل أن يأتي بها، فإذا أدركها وحملها وظن أنه خارج من الهاوية زلَّت عن منكبه مرة بعد أخرى وهو يهوي على إثرها ليؤديها.

وهذا الكلام لا يقوله ابن مسعود من رأيه، وإنما له حكم الرفع، ولهذا لمّا ذهب راوي الحديث إلى البراء وسأله قال: صدق، أما قرأت قول الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا[النِّسَاء: 58]، فدلَّت الآية على أنه لا بُدَّ من أداء الأمانة، ثم فسر الأمانة بأنها أكثر من الوديعة، فالوضوء والصلاة والاغتسال من الجنابة، كل ذلك أمانة بينك وبين الله، والناسُ لا يطَّلعون عليها، فلا بُدَّ أن تؤديها كما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، دون تفريط فيها. وكذلك الأعمال الوظيفية أمانة في ذمة الموظف والأسرار التي بين الناس أمانة يحرم إفشاؤها.

*****


الشرح