الغُلام» فقد نَدِمَ أبو مسعود على ما
فعل بهذا الغلام فأعتقه لوجه الله كفارة لما فعل، فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم: «أما إنَّكَ لو لم تَفعَل لَمَسَّتْكَ النَّار» وهذا فيه الحث على
الإحسان إلى المماليك وهم الأرقاء الذين جعلهم الله تحت يدك، وسبب الرق الكفر كما
عرَّفه العلماء بقولهم: الرق: عجز حكمي يقوم بالإنسان سببه الكفر، وذلك أن
المسلمين إذا قاتلوا الكفار واستولوا على أولادهم ونسائهم فإنهم لا يقتلونهم، ولكن
يسترقُّونهم، ولا يرتفع الرِّق إلاَّ بالعتق، فالرق من أحكام الجهاد في سبيل الله،
أما الرِّق الذي مصدره السرقة فحرام كما في الحديث قال الله: «ثلاثةٌ أنا خصمهم
يوم القيامة» منهم: «ورجُلٌ باعَ حُرًّا فأكل ثَمَنَه»([1]).
والحاصل أن الأصل في
بني آدم الحرية، فلما عصوا الله بالكفر جعل الله عليهم الرق عقوبة لهم، فالرق أصل
شرعي لا ينكره إلاَّ جاحد أو جاهل أو زنديق.
*****
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2227).
الصفحة 2 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد