أما الحديث القدسي
الذي رواه البخاري وغيره، وأورد المصنِّف طرفًا منه حيث قال النبي صلى الله عليه
وسلم: «من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالحرب» فالولي: هو المؤمن التقي، قال
الله تعالى: ﴿أَلَآ
إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾[يُونس: 62-63].
وقوله: «من عادى لي
وليًا» «فقد بارزني بالحرب» المبارزة معروفة عند
العرب، وهي أن يخرج اثنان من الجيشين يتبارزان ويتقاتلان ليظهرا الشجاعة والقوة،
وقـد حصل هذا في غزوة بدر، فقد طلب المشركون المبارزة، فانتدب لهم النبي صلى الله
عليه وسلم ثلاثة من أصحابه رضي الله عنه، فقتل المسلمون الكفار، وكانت هذه أول
الهزيمة للمشركين؛ والمراد: أنَّ الذي يبغض وليًّا من أولياء الله، فكأنه بارز
الله بالمحاربة، فهو محارب لله، وهل يستطيع أحدٌ أن يحارب الله سبحانه وتعالى؟
فبغض أولياء الله بغض الله ومعاقبته لمن أبغضهم، فأن الله يسلّط عليه الآفات
والأمراض وغير ذلك من الأسباب المهلكة فيهلكه، قال: ﴿وَمَا يَعۡلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَۚ﴾ [المدَّثِّر: 31].
وهذا لبيان مكانة
الوليّ عند الله عز وجل، فكان من عاداهم كأنه بارز الله عز وجل بالمحاربة، ولا أحد
له طاقة بحربه سبحانه وتعالى.
ثم قال عز وجل في هذا الحديث القدسي: «وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّه»([1]) إذن هذا هو سبب الولاية، إنه التقرب إلى الله بالفرائض، ثم التقرب إليه بالنوافل، كما قال تعالى: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6502).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد