عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾[يُونس: 62-63]، وليس معنى الولاية
أنه يمكن للأولياء التصرف في الكون، كما يعتقده القبوريون، فهم لا يملكون ضرًّا
ولا نفعًا ولا يلزم أن يكون لهم كرامات. كما أنه لا يلزم أن يكون من تجري على يديه
الخوارق وليًا لله بل قد يكون وليًا للشيطان وتكون هذه الخوارق سحرٌ وليست كرامة،
بل إذا كان معهم خوارق وهم غير مستقيمين على الدين كالدجاجلة والسحرة وغيرهم،
الذين يدَّعون أنَّ هذه الخوارق والتدجيلات التي تجري على أيديهم علامة على
الكرامة التي منحهم الله إيَّاها لأنهم أولياء الله، فكيف يكونون أولياء الله وهم
لا يصلّون ولا يصومون، ويفعلون الفواحش، ويأتون الكبائر! بل هم في الحقيقة أولياء
للشيطان وحزبه، فالولاية تكون بسبب: التقرب إلى الله كما قال: «وما يزال عبدي
يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي
يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن
استعاذني لأعيذنه» بمعنى أن الله يكون معه، يسدّده في أقواله وأفعاله، ويبارك
له في سمعه وبصره ويوفقه، ولو سأل الله لأعطاه، ولئن استعاذ الله من شيء لأعاذه
الله منه كما ورد في نهاية هذا الحديث.
والشاهد من الحديث قوله: «من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالحرب» ففيه تحريم بُغض أولياء الله، وأنَّ بغضهم كبيرة من كبائر الذنوب.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد