والنعمة لا تستقر
إلا بالشكر، وإلاّ فإنها تزول، وتُبدَّل بالنقمة إن لم تشكر، قال الله تعالى:﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ
وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ﴾[النّحل: 112]، والنعمة إذا زالت لا تعود،
فيجب على المسلم أن يشكر الله تعالى على نعمه التي أنعمها عليه، وأن يُحدِث لكل
نعمة شكرًا، والشكر يكون باللسان والقلب والعمل، وأركانه ثلاثة:
أولها: أن يتحدث بالنعمة
ظاهرًا من باب ﴿وَأَمَّا
بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ﴾[الضّحى: 11]، ثانيها: أن يعترف بها باطنًا بأنها من الله، وليست بحوله ولا
كدِّه ولا قوته، والثالث: أن يَصْرفها في طاعة الله، فإذا اختَلَّ ركنٌ من هذه
الأركان يكون قد كفر النعمة وعرَّضها للزوال والعياذ بالله.
وكذلك ينبغي للمنعَم
عليه أن يشكر المخلوق الذي أسدى الله على يده هذه النعمة، فإنَّ النبي صلى الله
عليه وسلم قال: «من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه،
فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتُموه»([1]).
وقوله: «أُريتُ النَّارَ فَرَأَيْتُ أكثَرَ أهلِها النِّساءُ» إن أكثر الناس كفرانًا للنعمة النساء، والنبي صلى الله عليه وسلم أُريَ الجنة والنار، وهذا من معجزاته، فرأى أكثر أهل النار النساء، والسبب أنهنّ يكفرن أزواجهن، أي: يجحدن إحسانهم، فالواجب على المرأة أن تشكر لزوجها ما أسدى إليها من العشرة الطيبة والقِوامة والستر، فهو يكدح وينفق عليها ويُسكنها ويكفيها
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1672)، والنسائي رقم (2567)، وأحمد رقم (5365).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد