×
شرح كتاب الكبائر

المؤنة ويُعفِّها، فإنَّ له عليها أيادٍ كثيرة، وهي مع هذا كله لو حصل منه أدنى تقصير كفرت كل ما أسدى إليها من قبل، فتنسى كل ذلك وتجحده، هذه صفة المرأة لذلك صارت النساء أكثر أهل النار.

وهذا فيه دليل على أن كفران النعمة كبيرة من كبائر الذنوب توجب دخول النار، وفيه أن المرأة يجب أن تُقدِّر زوجها، وتشكر له أياديه عليها، وتنظر في محاسنه وما أجرى اللهُ لها من الخير على يديه، ولتنْظُر إلى نعمة الله عليها وقد رزقها زوجًا ولتنظر إلى العوانس والأيامى، ما هنَّ فيه من التعب والضيق والكدر والشدة، فإنْ هي تنكَّرت لزوجها وجحدت إحسانه فإنها مُتوعدة بهذا الوعيد، وبذلك صارت النساء أكثر أهل النار بهذه الخصلة الذميمة.

وقوله: «مَنْ لا يَشْكُر الناسَ لا يَشْكُر الله» في هذا أنَّ مَنْ لا يَرى المعروف من الناس، فهو لا يَرَى المعروف من الله عز وجل، وأمَّا إن كان يرى النعمة مِنَ الناس ويشكرها، فإنه من باب أولى يرى النعمة من الله تعالى ويشكرها، فكما أنه يشكر الله عز وجل فلا بُدَّ أن يشكر الناس على المعروف ولا يجحده.

وقوله: «مَن أُعْطِيَ عَطاءً فلْيَجْزِ بِهِ» يعني: من أُعطيَ من الناس عطاءً أي منح مالاً أو هديَّة أو صدقة، أو مساعدة على قَضاء دين، فإنه يجب عليه أن ىشكر مَن أحسن إليه، فإن وجد مالاً أَعطَى من أحسن إليه، قال الله تعالى:﴿هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ[الرَّحمن: 60]، فإن لم يجد ما يقابل ما أعطاه إيّاه، فإنه من الواجب عليه أن يدعو له، هذا


الشرح