هل يربيهم على الطاعة والخير ويصبر على ما يصيبه
من جراء ذلك من التعب أم يتركهم ويضيّعهم.
ومن الفتن كذلك فتنة
الناس بعضهم ببعض، فالله يبتلي المؤمن بالمنافق والمسلم بالكافر، ويبتلي أولياءه
بأعدائه، قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ
جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا﴾[الفُرقان: 31]، والله يبتلي المؤمنين بالكفار من أجل أن يقوم المسلمون
بالدعوة والجهاد في سبيل الله ومن أجل إعلاء كلمته، فالفتن كثيرة ومتنوعة، فهل
يخرج منها المؤمن أم لا يخرج؟ فالخطر عظيم، ولا بُدَّ للمؤمن أن يثبت على دينه
ويصبر لا سيما في آخر الزمان، الذي تكثر فيه هذه الفتن وتشتدُّ أكثر من ذي قبل
بسبب غربة الدين، وقلة المناصرين، والله المستعان.
وقوله تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ﴾ [الأنفَال: 25] هذا تحذير، أي: احذروا وخذوا الوقاية من﴿فِتۡنَةٗ﴾ وجاءت نكرة من باب التعظيم لها، فهي قد تتعدَّى الظالم فتصيب الصالح والطالح، فإن أنكرها الناس وقاموا بالواجب نجوا منها، وإن لم ينكروها ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ولم يقاوموها ولم يقوموا بما أوجب الله عليهم نحوها، فإنها تعمُّ عقوبتها الصالح والطالح، ولذلك جاء في الحديث: «إذا خَفيت الخطيئة لم تضر إلاّ صاحبها، وإن ظهرت فلم تغيَّر ضَرَّتِ العامة»([1])، وذلك لأنَّ الطالح يعاقب بمعصيته، أما الصالح فيعاقب لأنه لم ينكرها.
([1]) أخرجه: الطبراني في «الأوسط» رقم (4770).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد