وله عن
أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرْبَعٌ
في أُمَّتي مِن أَمرِ الجاهِلِيَّةِ لا يَترُكونَهُنَّ: الفَخرُ بالأَحْسَابِ،
والطَّعْنُ في الأَنسابِ، والاستِسقاءُ بالنُّجومِ، والنِّياحةُ على الميِّتِ»
وقال: «النَّائِحَةُ إذا لَم تَتُبْ قَبْل مَوتِها، تُقامُ يَومَ القِيامَةِ
وعَلَيْهَا سِرْبالٌ من قَطِرانٍ، ودِرْعٌ مِن جَرَبٍ» ([1]).
****
قياسًا باطلاً، وافتخر
بأصله، حيث قال:﴿خَلَقۡتَنِي
مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ﴾، وعصى أمر الله
تعالى حيث أمره بالسجود، والذي حمله على المعصية هو الفخر، حيث قال: م ل ك ق ﴿ءَأَسۡجُدُ لِمَنۡ خَلَقۡتَ
طِينٗا﴾[الإسرَاء: 61]، أما الملائكة عليهم السلام فسجدوا كما أمرهم الله
سبحانه، ولم يعصوا أمره كما فعل إبليس ولم يفتخروا بأصلهم وهو أنَّ الله خلقهم من
نور.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
«إنَّ الله أَوحَى إلَيَّ أن تَواضَعوا» أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن
الله أوحى إليه، والوحي: هو الإخبار بخفـاء، ويكون بواسطة جبريل، أو قد يكون بأن
يقذف الله في روعه أو يكون إلهامًا.
فالوحي قسمان: وحي إلهام وقذف في
الرَّوع، ووحي بواسطة الملك، وكلاهما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم، فقوله: «تواضعوا»
أمر من الله بالتواضع، وهو ضد الاستكبار، «حتى لا يفخر أحد على أحد».
وقوله: «ولا يبغي أحدٌ
على أحد» البغي: هو: الاعتداء على الناس، في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فلا
يعتدي أحد على أحد في نفسه أو في ماله أو عرضه، وقد يكون الاعتداء والبغي بالكلام
السيِّئ في حق الناس.
قوله صلى الله عليه وسلم: «أربَعٌ في أُمَّتي مِنْ أَمرِ الجاهِليَّةِ لا يَترُكُونَهُنَّ:
([1]) أخرجه: مسلم رقم (934).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد